استوطنت الكويت قبائل العتوب الذين كانوا قد هاجروا من نجد في القرن السابع عشر الإحساء أولا ثم ارتحلوا إلى قرية الفريحة بالقرب من الزبارة في قطر مستجيرين بآل مسلم أمراء قطر ذلك الحين. وقد تمكنوا خلال تلك المدة من التفاعل مع بيئتهم الجديدة وترويض أنفسهم على ركوب البحر والغوص على اللؤلؤ ومشاركة غيرهم من أبناء الخليج في عمل النقل البحري (القطاعة) والغوص ومنافستهم على ذلك مما أثار عليهم حسد الآخرين، فما لبثوا غير قليل حتى توجس منهم آل مسلم خيفة فأخرجوهم منها، فركبوا سفنا شراعية وساروا عبر البحر سنة 1086 هـ/1676 م. وقد وصلوا البصرة سنة 1113 هـ/ 1701 م حيث استأذنوا والي البصرة العثماني للإقامة هناك. ثم بعدها بزمن وصلوا القرين جنوب الكويت ثم تفرقوا عنها سنة 1125 هـ / 1714م فمنهم من سكن الصبية ومهم من سكن عبادان ومنهم من ظل بالمخراق قرب البصرة، أما آل الصباح وآل الخليفة والزايد والجلاهمة فقد استقروا في أم قصر قرب شط العرب، ولكن العثمانيين أجلوهم منها فساروا جنوبا إلى الصبية، فلما علمت قبيلة الظفير بوجودهم في الصبية سارت لغزوهم، فعلموا بمجيئها إليهم فتركوا الصبية واتجهوا نحو الكويت
الوصول إلى الكويت
عند وصول العتوب الكويت استأذنوا بني خالد حكام الإحساء سنة 1127 هـ / 1715 م بالإقامة فيها فأذنوا لهم، فاستقروا فيها تحت حماية بني خالد حيث مارسوا التجارة وامتهنوا الغوص لجمع اللؤلؤ والتجارة البحرية من وإلى الهند، فازدهرت أعمالهم وتكاثر السكان في المدينة. وفي سنة 1129 هـ / 1716 م تحالف ثلاثة من أهم زعماء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد وخليفة بن محمد وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة على أن يتولى صباح الرئاسة وشؤون الحكم وأن يتشاور معهم ويتولى خليفة شؤون المال والتجارة ويتولى جابر شؤون العمل في البحر وتقسم جميع الأرباح بينهم بالتساوي. ولكن ظل ذلك تحت الحكم الخالدي المباشر. وأشار وأردن أن حاكم الكويت 1128 هـ/1716 م يدعى سليمان بن أحمد. وإن رجح أبو حاكمة أن المقصود هو زعيم بني خالد سليمان آل حميد، ولكن كان في الكويت خلال تلك الفترة نائبا عن أخيه سعدون على تلك المنطقة
0 تعليقات